أرشيف

زوّجه يعقل .. الزوجة الحنونة هل تعيد للمريض النفسي عقله؟

عندما تتفاجأ الأسرة بابنها وقد انحرف أو أصبح تحت وطأة المرض النفسي فإنها تقرر تزويجه على الفور ظناً منها أن الزواج سيعيده إلى جادة الوصاب أو أن الزوجة تستطيع أن تكون طبيباً نفسياً ويشفى على يديها .. فهل هذا ما يحدث بالفعل؟ الإجابة في سياق التحقيق التالي ..

 

أسوأ مما كان

 محمد تحدث عن قصة أخيه قائلاً : عندما علمنا أن أخي أمين مريض نفسيا بالاكتئاب  "اكتئاب حاد" فأسرعنا بتزويجه على أساس أن المريض بالاكتئاب هو شخص حزين ويحتاج إلى زوجة، فزوجناه على فتاة صغيرة في السن ومن عائلة طيبة جداً لكن الذي حدث بعد الزواج أن حالته تدهورت وأصبح أسوأ مما كان ورغم أن زوجته كانت حاملا إلا أنه قرر الانفصال عنها.

أصبحت  مثله

وعن تجربتها تحدثت أم يحيى قائلة : تقدم لأهلي وعمري 14 سنة وكان من المفروض أن يكون الزواج بعد سنتين أي عندما أصل إلى عمر 16 سنة لكنه مرض مرضاً نفسياً بعد الخطوبة  فاستعجل أهله في أمر الزواج لأنهم اعتبروا أن تفكيره المستمر في الزواج وطول فترة الخطوبة هو السبب فيما حدث له وتزوجنا، ولي معه حتى الآن ثمان سنوات ولم يشف ، طلقني مرتين.. المشكلة أنني أصبحت مثله مريضة نفسياً.

استقام ثم عاد

أما سعاد فقد تحدثت عن تجربتها قائلة : عندما تقدم لي عرفت عنه أشياء وصلتني عن طريق ناس تؤكد أنه شخص منحرف لكن شكله الطيب وصفات أخرى منه كانت جيدة جعلتني اعتبر أن ذلك الانحراف ما هو إلا عابر وبعد الزواج مشت الأمور على أفضل ما يكون لكن بعد مرور فترة من الزواج تقول زوجته : عادت حليمة لعادتها القديمة وذهبت كل محاولاتي سدى وعندما أنتقد سلوكه يقول لي أعجبك وإلا بيت أهلك؟ فأسكت لأني لا أريد أن ينهدم بيتي.

منحرف  وعربيد

أما أمل ، ثانوية عامة فقد قالت : بعد ثلاثة أيام من الزواج عرفته على حقيقته فهو شاب منحرف وعربيد، فقررت على الفور الطلاق والانفصال عنه ، رفض أهلي قراري بشدة خوفاً من كلام الناس لكنني تمسكت بقراري لأن الطلاق كان سيقع لا محالة، وكان من الممكن أن أصبر كما نصحني الأهل وأحاول معه لولا أنه كان يعتبر أن انحرافه حرية شخصية .

تهرب من المسئولية

وحول الموضوع قالت أسماء : المنحرف يُربى والمريض يعالج ، بعد ذلك من الممكن التفكير في موضوع الزواج، والأسرة التي تسارع في تزويج ابنها المنحرف أو المريض هي أسرة تتهرب من المسئولية، أسرة عاجزة عن حل مشكلة ابنها فتحاول تزويجه من باب الابتعاد والخلاص من مشاكله؛ فإن صلح حاله كان ذلك بسبب فكرتها وإن لم يصلح حاله فهذه مشكلة الزوجة التي تورطت مع هكذا زوج.

وأخيراً أريد أن أقول شيئاً واحدا هو أن المريض النفسي يمكن السيطرة عليه وتهدئته مع العلاج لأنه بحاجة إلى العلاج بالأدوية وإلى العطف والحنان وإلى من تفهمه وتفهم طبيعة الحالة التي يعاني منها فإذا زوجته لم تخضعه لعلاج فالزواج لن يفعل له شيئاً.

أما المنحرف فهذا هو المشكلة الأكبر فمهما كانت الزوجة جميلة وحنونة وصبورة وهو مصر على الانحراف وليس لديه أي استعداد لتعديل سلوكه والاستقامة فلن تفعل له شيئا، والدليل على أذلك أن هناك رجال منحرفين وهم متزوجون ورجال مرضى نفسيين ومجانين في الشوارع وهم متزوجون.

مجازفة غير مضمونة

أما سهلى فقد قالت رداً على سؤالنا لها حول إذا ما كانت تقبل الزواج من منحرف أو مريض نفسي  : إذا كان ولا بد أفضل المنحرف على المريض العقلي ، لماذا لأن المنحرف شخص طبيعي عقله سليم استطيع بالحوار المقنع بمساعدة الأهل أن أعدل سلوكه لكن المريض العقلي حتى وإن سمعني لن يدرك أو يقدر ما أقول وحتى وإن كان يتعاطى علاجا، فالمعروف أن العلاج الذي يقدم لهذه الشريحة هو مجردكبسولات مهدئات.. بمعنى لا يوجد علاج للحالة نفسها فالزواج من المريض العقلي مجازفة غير مضمونة حتى الأمراض النفسية البسيطة تأخذ سنوات في العلاج دون أن يكون هناك شفاء كلي منها .

رأي علم النفس

وحول الموضوع قال الأستاذ الدكتور / أحمد المعمري: فاقد الشيء لا يعطيه؛ إنسان مريض نفسيا وإنسان منحرف ماذا يمكن أن يقدم لهذه الفتاة التي يتزوجها؟

الشخص المنحرف لابد من شخص متخصص يقوم بدراسة حالته ومعرفة السبب أو الأسباب التي جعلت منه شخصاً منحرفاً وكذلك الشخص المريض النفسي ، فإذا عرف السبب بطل العجب.

الزواج إقامة أسرة  وهذه الأسرة هي جزء من المجتمع وهي بحاجة لرجل قوي وسليم ومتفائل.. نحن لا نعمم ونقول أن كل المرضى النفسيين غير صالحين للزواج أو كل المنحرفين كذلك غير صالحين للزواج فكل حالة بحاجة لعمل دراسة من قبل متخصص.

 

زر الذهاب إلى الأعلى